دولة التدنيت وفضاء الرحل حضارة القوة (الناعمة،جمال التنوع )

لعلها الدولة الوحيدة المعترف بها من بين195دولة معترف بها عالميا بدون نزاع،دولة ترمز لكتابة الألواح
ولصناعة الاكتفاء الذاتي من صناعتها التقليدية، ولعيون” المها”،ولصداح
التلاوات، وللمترنمين بأشجى “الأشعار والأشوار “وأقوى وأخلص “الأذكار”
هي”حلاب” اللبن،وهي “تضاد التمر” ،وهي “غلال”الزرع،وهي “تاج” الصالحين في هذه الأرض”المنكب والنطع و الفجاج ، ومرابع أنواع الكر والفر،ورموز الشهادة والفداء”.
لا أحدثكم فقط عن راسيات جبال تكانت حيث (عين الخشبة وكلاكة)،ولا عن (كدية ولد عبدوك) في غرة الحوض، ولا عن (مكسم ابن عامر في القدية)وشهداء (النيملان)،وقرارات (لتفتار)، ولست ناهلا فقط من شجاعة
شيخ المجاهدين بكار ولد اسويداحمد
في (الأرض العصبة )العصية على الاستعمار ومجانيقه، وأمة المجاهدين والذاكرين الذين لقنوا الدروس للطغاة والعصاة في “أم التونسي و عاصمة المقاومة الوطنية في تجكجة”
انها أرض تيرس، وأرض أفل ، وأرض فوتة ،وأرض الرحل والعرب العراب ، وأرض قوافل العلم والحج،وأرض سنابك الخيل وصافنات الجياد، أرض عناق المحاظر والمآذن، أرض عبدت بمداد العلماء وبدماء الشهداء، أرض التنوع والجمال، أرض مياه النهر والبحر، والبحيرة وعيون الخرير والبطحاء وواحات النخيل وسقيا الماء.
بقية من الصالحين حملت اللوح والكتاب ، وبقية من المجاهدين حملت الكتاب فوق الركاب، لم تترك لصائل ولا لغاز ذكرا في الخالدين،ولا صومعة ولا بيعا من نافثات الغزاة البرتغالييين والفرنسيين وبني الأصفر قديمهم وحديثهم مجتمعين.
سيذكر التاريخ أن بن بيه كان علما من أفل الى الكركار، وأن. بن عبد الوهاب كان مؤرخ الزمان، وأن ابن الشيخ سيديا كان مدرسة تجبى اليها كنوز المعاهد وحلول الأفهام، وأن الحاج عمر الفوتي أسس مدارس الفلاح ، وأن الشيخ ماءالعينين كان دوحة الجهاد، وأن الكنتي كان امام العارفين بالأدلة، وأن سيدي سيد عبد الله ولد الحاج ابراهيم كان نور الهدى في عرين الأسد ولد ملاي الزين،وشيخه شيخ الغوث ذا الأيدي في خدمة عمار حلق ذكر الرحمن.
لم تكن بحيرة اظهر الانبعا من تراتيل الصالحين والعربان في ولاتة وباسكنو
أسود وحكماء الصحراءالبوم ، الذين آكلواالاحمرار والاكحلال بنهم، وشربوا من معصرات مراقي السعود بشغف، و
أبانوا في فقه المقاصد،وعلموا في فقه السلم والصبر،
ومن بقية الصالحين امام أضواء البيان وزاد كل مسلم.
انها (موريتانيا حلم ملايين الشعراء والحفاظ وقارعي الدفوف )،متمعدد مخشوشن، وكل ضارب بالسيوف ومن ينزون على الخيل نزوا، ويعدون على ظهور الجمال عدوا،لا يتخذون الركب ولا يفرون عند الفتن والشغب.
تستحق أوداغوست وشنقيط وتيدرة،ولاتة وتشيت. وودان، ويستحق النهر والبحر، أن تحفظ هذه القلاع ومدنها الممطرة كرما وظلالا، من كل خطابات الكراهية وأن تحمى آبدات علومها،ومعلقات شعرها،ومعزوفات تدنيتها، وعيون مها ملحفاتها وطمرها وجلابيبها، وألوان الدراعة ورباب رعاتها، ومآ قي أبكار. عربها وأترابها، وترانيم كل مسبح مع داوود وجباله في أكنافها، ومع موسى وألواحه، ومع محمد وصحبه
هذه أرض لا تباع بثمن ولا يدخر عنها لوح ولا قلم
بخ. بخ. بخ
بقلم:محمد الشيخ ولد سيد محمد /أستاذ وكاتب صحفي.

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى