سيدي الرئيس لا تصدقهم إنهم يكذبون .. الشيخان سيدي
يعرف المشهد السياسي في موريتانيا هذه الأيام أحداثا متلاحقة بدأت بعودة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى البلاد، وتطورت أكثر بعد اجتماع الرجل بلجنة تسيير الحزب الحاكم، وهو الاجتماع الذي لم يكن موفقا لسبب بسيط أنه لا صفة للرئيس السابق تخوله الاجتماع بقيادة حزب حاكم، في ظل حاكم جديد (السيد محمد ولد الشيخ الغزواني).
بعد الاجتماع الذي استمر أكثر من أربع ساعات خرج المجتمعون ببيان كان الشرارة الأولى لسلسلة بيانات مثلت ردودا على البيان الأول، أو (البيان رقم 1) وهي البيانات التي تبرأ أصحابها من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وأكدوا تمسكهم برئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كمرجعية للحزب وقائد وحيد، لكن هؤلاء كان عليهم أن يغيروا عبارة “التمسك” لأنها تحيل إلى بياناتهم السابقة التي لم يجف حبرها بعد والتي أعلنوا فيها تمسكهم بالرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بل تجاوزوا التمسك وطالبوا بمأمورية ثالثة في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني يرتب أوراقه لإعلان ترشحه.
سيقولون للرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني انت أولى بالرئاسة من “عزيز” سيقولون دعمنا الرجل لأجلك وصبرنا على ذلك كل هذه السنين، سيقولون ويقولون.. لكن عليه أن يتذكر أن هؤلاء يقولون ما لا يفعلون.
عليه أن يتذكر كيف قلبوا ظهر المجن لرئيس عاشوا معه كل هذه السنين، تذكر سيدي الرئيس كيف خانوا العهد اليوم، كما خانوا الأمانة سابقا، ثم تذكر أنهم يتقربون منك الآن فقط لأنك رئيس (ومن أحبك لشيء أبغضك لزواله) لا يغرنك سيدي أنهم يضحكون؛ يتفاعلون؛ ينحنون لك في كل لقاء… تذكر جيدا كيف سارعوا لإصدار بياناتهم المطالبة بمأمورية ثالثة، وكيف تراجعوا عن ذلك بعد خروج الرجل من الحكم، بل تذكر “مبادراتهم” الداعمة لسلفك والمطالبة بمواصلته الحكم، وقارن حالهم بالأمس بحالهم اليوم.
باختصار إنهم يكذبون عليك فلا تصدقهم، “العاقل من اتعظ بغيره”.
الشيخان سيدي كاتب صحفي