الإذاعة توضح ما خفي من الأرقام وما أنجز من مهام
رغم أعباء الانتقال من مؤسسة ذات طابع إداري، وحدة المنافسة الإعلامية ، وغياب توقيعي دفتر الالتزامات مع السلطة العليا للصحافة والبرنامج التعاقدي مع الحكومة، استطاعت إذاعة موريتانيا التي تأسست كإذاعة للخدمة عمومية، في الفترتين اللتين تسلمنا فيها المهام من ينائر2012 إلى مايو2016 ، ومن نوفمبر2019 إلى يونيو2020 و كمركب إعلامي يضم الآن 20 قناة (عامة، و4متخصصة، و15اذاعة محلية عبر جغرافية ولايات الوطن ) تحقيق نهضة شهد بها القاصي والداني نذكر منه اختصارا ثلاثة ملامح:
– تم تكريس فضاء الحريات على نطاق واسع وعبر إعلام تنموي جاد ومتخصص شمل منصات الندوات السياسية والحقوقية وجسد الولوج المتساوي لألوان الطيف السياسي والحقوقي إلى استوديوهات الإذاعة .
-أصبحت إذاعة موريتانيا مركزا للإشعاع الإسلامي في البلد وخارجه حين أصبحت واجهة وقبلة للعلماء وأنوار تلاوات القراء، وتدريس جميع المتون، ومدرسة للكتاب والسنة المطهرة
- الدور المتميز في حملات التحسيس ضد وباء كوفيد19 الذي كان استثنائيا في هذه الأشهر الستة
وبعد الترنح الذي حصل للإذاعة الوطنية في مواردها وورش إنتاجها وفي سمعتها ، وفي الصراعات الداخلية العميقة بين من يريدون تبديد تلك الموارد أو الاستئثار بالمنافع على حساب جودة الإنتاج، وهي حقبة كان أول ضحاياها الإعلاميون المهنيون والعمال الضعفاء في الإذاعة ، وان استفاد منها من استفاد، ولوحق بتهم الفساد من لوحق.
لقد بلغت نسبة هذه المديونية مابين 2012و2017 من 17% في تراجع تام مع تطور في الانشاءات في حين شهدت الفترة مابين أواخر2016 و2019 وحدها تصاعدا غير مسبوق لهذه النسبة بلغ حدود527 % بشهادة مفوضي الحسابات ومجلس الإدارة ، والوصايتين ، كما تم بيع مساحات الإشهار لأربع سنوات 2017-2019 لقضاء ديون موهومة وبأسعار خفضت تجاريا بنسبة80%، ألغينا عقود فسادها في المرحلتين ، وتم ذلك دون أن تنشأ إذاعة أو تقتنى منظومة فنية ، بل تم تدمير ممنهج للمعدات وبيع أسطول النقل ، وتوقفت ورش الإنتاج والمسابقة الكبرى للقرءان الكريم والأخطر من ذلك إشاعة ثقافة الاستهداف لخيرة مهنيي وصحفيي وقراء وعلماء أعرق مؤسسة الذين كانوا لحقب هم جنودها الأوفياء.
إن لجوء من أدانتهم تقارير مفتشية الدولة من داخل المؤسسة ، ومن أثبت تدقيق مفوضي الحسابات الجرم الكبير لصنوف من التلاعب بأموال الإذاعة ومواردها، إلى تسريبات كيدية وحملات إعلامية ضد جهود الإصلاح خلال ثمانية أشهر التي بدأت وستستمر بحول الله ، أمر طبيعي ومقدر، ووفاء بتعهدنا بتوفير إيضاحات شفافة من قبل الإذاعة لأوجه الصرف هذه، فان هذا الرد والإيضاح سيتركزً على ثلاث معطيات واضحة:
أ/ حقيقة الأرقام المحددة التي نشرتم.
ب/ما أنجز خصوصا خلال الستة الأشهر هذه.
ج/ ملاحظات منهجية
أولًا: حقيقة ما نشر من أرقام حسابات الإذاعة
إن الأرقام المحددة التي نشرتم وان كانت وجوه الصرف فيها من اختصاص هيئات المداولة (مجلس الإدارة ، لجنة التسيير، الجمعية العمومية للإذاعة ) وهيئات والوصايتين الفنية والمالية ، وأجهزة الرقابة والتدقيق؛ فانه منعا لأي شكل من أشكال الاستهداف لمن ذكرت أسماؤهم من عمالنا وموردي المؤسسة في نص تقريركم ، أو فهم أو تحليل خاطئ ، نتيح لكم ولجميع القراء ورواد التواصل الاجتماعي الذين تناولوا هذه الورقة حقيقة أوجه الصرف التي تمت فيها بكل شفافية مدعمة بنماذج من الصور. والوثائق الثبوتيةً التي تؤكد قواعد الشفافية المنشودة؛
1- الصفقة 14.5 باسم المورد سيدي محمد عبد القادر ليست عطايا أو هبات بل هي مبلغ متبق من صفقة استديو إذاعي يتيم تم شراؤه في السنوات الثلاثة الأخيرة، من طرف المدير الذي استلمنا منه العمل:( محضر الصفقة الداخلية قبل تسلم مهامنا، ووكالة الموثق، وصورة الاستديو متاحة وهي مرفقة)
2- الزميل والصحفي الدد ولد آكيه مدير ورش الإنتاج حاليا، ومنسق المحطات 15 سابقا، ذكر التقرير أنه وهب3.8 مليون والحقيقة أنها مأموريات سفر فرق الإنتاج والتغطية لتدشين محطة باسكنو التي أشرف عليها وزير الثقافة و الممثل المقيم للأمم المتحدة إضافة إلى المهرجان الثقافي لولايات الضفة المنعقد في كيهيدي(نماذج من توقيعات المستفيدين من محررين ومنتجين وفنيين وعمال دعم موثقة).
3- العامل بقطاع المحاسبة السيد (سليمان بيجل) الذي ذكر أننا وهبنا له مبلغ 4.8 قديمة وهو أمر بالغ السخرية فهو سحب مبالغ موجهة لدعم عمال المحطات الجهوية 2.6 منحت في دورتين قبل نهاية السنة وفي الإحياء الرمضاني لهذا العام وحقوق بعض العمال في مؤسسة يخدم في مداومتها 600 عامل من العمال الرسميين وصنوفا من المتعاونين نبراس عمال الدعم(نموذج مرفق من تواقيع مسؤولي المحطات).
4- شيخنا ولد عبد الله 6,2 مليون ومحمد محمود محمد تم جمع اسمي موردين مختلفين بدعوي هبتهم : 4,3 مليون وهؤلاء الثلاثة موردون معروفون بالاستقامة والتعامل مع الإذاعة منذ عشر سنين تم جمع جزافي لفواتيرهم المتمثلة في اقتناء بعض التجهيزات المكتبية التي اقتنيت لأول مرة أو في إصلاح أسطول النقل المدمر كلية وكذلك في الإطعام خلال شهر رمضان المعظم
مع لفت نظركم الكريم إلى أن اغلب الموردين الخصوصيين يعملون بشركات تحمل أسماءهم ولدي مصالحنا أرقام سجلاتهم التجارية وجميع عناوينهم ونالوا المشتريات طبقا لإجراءات شفافة ومدققة محاسبيا
أما في ما يتعلق بالشراكة مع شركاء الإذاعة فان ثمرة تلك الشراكة مشاهدة لعل من أبرزها : ثلاث محطات إذاعية في باسكنو ومقامة والإذاعة المدرسية للتنوع الثقافي وسيارات رباعية الدفع وبرامج إنتاجية ودورات تكوينية.
تتولى فيها هذه الجهات شراء المعدات الفنية ووسائل النقل وبناء المنشآت والحصول على كشوف الإنتاج ومهام التكوين والمستفيدين منه وقد رفضنا تمرير عقود إذاعة الصيد وألغينا عرقلة المشاريع المعطلة التي كانت أسباب تعطيلها محل مداولات موثقة مع الشركاء.
ثانيا:أهم ما تم انجازه في المرحلتين وخصوصًا في الأشهر الستة الأخيرة:
لقد أنجزت الإذاعة خلال حقبة ازدهارها الأولى انجازات ملموسة من أبرزها:
1/اقتناء منصة رقمية للبث والإنتاج والأرشفة تضم جميع محطاتها هي منظومة (داليت) الأجود في أفريقيا والمغرب العربي
2/انشاء15 محطة إذاعية في عواصم الولايات
3/أطلاق المسطرة المحظرية وتوسيع شبكة بث إذاعة القرءان الكريم لتصل 42 مركزًا في عموم البلاد
4/ إنشاء النسخة المرئية من إذاعة القرءان الكريم ( قناة المحظرة)
5/اقتناء أسطول نقل حديث بيع بثمن بخس
6/بناء استوديوهات سمعية بصرية مندمجة.
7/تجهيز وعصرنة جميع معداتها السمعية واللوجستية ومكاتبها الإدارية
8/اقتناء احدث مولد كهربائي رقمي .
وخلال الأشهر الثمانية الماضية من 26نوفمبر2019 إلى 26 يونيو 2020فقد حققت الإذاعة بمواردها الذاتية على سبيل المثال لا الحصر مايلى:
1)أكثر من 400 تغطية نوعية لنشاطات المرافق العمومية بما في ذلك مهرجان شنقيط وذكري الاستقلال في اكجوجت والمؤتمرات والنشاطات البرلمانية ومنتديات وورش التنمية
2) إنشاء إذاعة باسكنو الحدودية مع جمهورية مالي
3) إنشاء الإذاعة المندمجة المتخصصة إذاعة التنوع الثقافي المدرسية
4)اكتمال مشروع إنشاء إذاعة مقامةً الحدودية مع جمهورية السنغال
5) بناء مسجد إذاعة القرءان الذي حقق معجزة الإحياء الرمضاني لهذا العام في زمن وباء كوفيد 19 العالمي ووفر ثلاثين ليلة ويوما من الإنتاج دون انقطاع في شهر القرءان وهو الآن منبر لتبليغ السنة المطهرة بجلاء.
6) تنفيذ مساطر برامج قنوات الإذاعة العشرين العامة والمتخصة4(إذاعة القرءان:إذاعة الشباب؛الإذاعة الريفية، إذاعة التنوع الثقافي المدرسية) و15 إذاعة محلية
7)اكتمال إجراءات بناء وتجهيز مركز التكوين الخاص بالإذاعات المحلية في روصو
8) وتم الآن التعهد ببناء استوديوهات إنتاج في جميع المحطات وعبر الساحل البحري الوطني كما يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على بناء المقر المهني للإذاعة المركزية المكون من ثمانية طوابق.
10) شراء أسطول نقل حديث للإذاعة بعد بيع أسطولها السابق ستتسلمه الإذاعة في اجل أقل من شهرين بحول الله
11)اقتناء احدث تجهيزات الريبورتاج والتغطية ومعدات البث الرقمي والرقمنة
12) تنفيذ أكثر من 65منصة حوارية تفاعلية شارك فيها مئات الأطباء والفقهاء وقادة الرأي والمجتمع المدني والمنتخبين والأطياف السياسية والمجتمعية.
13) لا ديون مطلقا على الإذاعة في هذه الأشهر الثمانية من 23نوفمبر2019 سواء من الموردين أو العمال أو منفذي جميع الورش والبعثات الإنتاجية وبعثات التغطية وذلك حتى تاريخ 23يونيو2020
إلا أن الانجاز الأهم في الأشهر الستة الماضية أننا لم ننفق من ميزانيتنا المقررة أي تجاوز لبنود الصرف وأن حساباتنا مخضرة و مواردنا الجديدة واعدة وأنه لو أوتينا مال وملك سليمان لسلطنا الله على هلكته في سبيل الحق، سبيل : خدمة القرءان وأهله والمسجد والمحظرة و تبليغ السنة ومد العون للمبلغين لرسالات الله.
و اكرام المنتجين الصحفيين وفرق تحرير غرف الأخبار والطوا قم الفنية في الإذاعة وشركاء الاذاعة في البث والإنتاج السمعي البصري و من يعتلي منصاتنا التفاعلية ويغذي ورش انتاجنا ومساطر برامجنا الإذاعية من كل صنف و من كل لون فذلك ركننا الركين وتلك تجارتنا وذلك نهجنا ونفتخر بهم سرا وجهرا ولا يضيرنا أن ينشر ملفات متتالية متواصلة عنه و يسدي لنا خيرا من يتتبع أعطياتنا في أوجه إنفاقه المشروعة.
أما ما يتعلق ببنود الدعم والتشجيع وتكاليف الإنتاج التي يمنح المشرع للآمر بالصرف منحها بناء على النشاط ونوع الانتاج وطبيعة المهام المنجزة، فهي مبالغ بنود موازية لكتلة الرواتب في ميزانية تقارب ملياري أوقية قديمة.
وكذلك المداومين في استديوهات البث ٢٤/٢٤، وأعوان الإذاعات المتخصصة الـ 4 والإذاعات الـ 15 في الجهات، ومن يعمل مع المصالح الإدارية والتجارية، والمثقفين وقادة الرأي المشاركين في منصات حوارية أو منصات ثقافية وحقوقية وشبابية تندرج في صلب تنفيذ مساطر برامج إذاعة الشباب والإذاعة الريفية وإذاعة التنوع الثقافي المدرسية، والمساهمين في ورش الإحياء الديني أو أعوان البث المرئي، والقنوات التي تبث إنتاج الإذاعة، وعمال النظافة والحراسات ومأموريات خارج أوقات الدوام.
وهو يتكون من بنود صرف مقررة في الميزانية لها أوجه صرف ثلاثة هي دعم الإنتاج وتشجيع الطواقم وتنفيذ مهام الخدمات المبرمجة في مجال الشراكة مع شركاء الإذاعة في مجال الإعلام التنموي ومحاصيله، أغلبها من العقود التجارية لشبكة الإذاعة وقنواتها العشرين ويتم تعديلها صعودًا وهبوطا بناء على عاملين هما حجم النشاطات في ورش التغطية لـ 23 مرفقا عموميًا، وحجم الفائض من المحاصيل التجارية والعقود المتعلقة باتفاقيات الشراكة.
إلا أن ضوابط صرفه تخضع الآن لقواعد من أهمها أن تكون خدمة منجزة أو اقتراح تشجيع من أحد القطاعات المركزية الـ 15 أو فروع قنوات الإذاعة ويثبت ذلك بمحاضر لجان تنفيذ المهام وبتوقيعها الملزم قبل الصرف مع إثباتات الرقم الوطني والهاتف وبطاقة التعريف وتوقيع المستلم وتمرر عبر شيك مصرفي لمن أدي الخدمة أو حولة مالية.
الا ان التوصيف الذي ورد في المقال تجاهل نظم عمل مؤسسة أنجز في السنة النافذ بعثات التغطية ومساطر برامجية لعشرين قناة وتعمد الجمع والطرح في انتقائية لا تسلم من الغموض في التصنيف هذه البنود الموثقة بضوابط وقرارات من مجلس الادارة والجمعية العمومية والصلاحيات الممنوحة للآمر بالصرف وهي صلاحيات توسعت منذ إقرار إنشاء شركة إنتاج وإذاعة خدمة عمومية منافسة بحثًا عن جودة المنافسة في 26يونيو2012.
ثالثا: ملاحظات منهجية:
نؤكد الإدارة العامة لإذاعة موريتانيا إدراكا منها بأهمية مناخ السلم والوئام السياسي الحالي وبالتحديات التي تواجه حصولنا جميعًا علىً مصادر الإخبار وتقديرًا منها لحسن نواياكم أنها لن ترفع دعوى ضد مجهول رغم ما لحق بسمعتها وبعض منسوبيها والمتعاملين معها من أضرار معنويةً وهو قرارها الثابت اتجاه كل وسيلةً إعلام مهنية وفرت لها حق الرد الذي يكفله القانون و نظم القضاء.
إلا أن الإذاعة تطمئن الخلية المشكلة من قبل رواد حقبة الفساد والتي أخذت طريق الاستهداف وحملات التشويه المتعمد وقامت بتسريب متعمد لوثائق مؤسسة عمومية عبر عدة حقب متتالية وعبر طرق ووسائط متعددة مع سبق الترصد والإصرار لن تسلم الآن من الملاحقة القانونية وما تتيحه قوانين الجمهورية ونظم المؤسسة وحيث يمكن أن ينال كل منهم جزاءه الأوفر بتؤدة وعقلانية وحكمة ووفق المساطر القانونية المتاحة.
وتبقى الإذاعة مؤسسة عمومية ومسيروها شخصيات عمومية فرحم الله من أهدى إلينا عيوبنا كما قال الخليفة العادل فاروق الأمة عمر بن الخطاب .
ونحن هؤلاء المساكين أعزنا الله بالإسلام إسلام المنفقين لا البخلاء ومن يبتغي العزة بغيره فقد جانب الحلم والصواب.