“عزيز” الرئيس الذي شغل الموريتانيين

حكم الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز البلاد أكثر من عقد الزمن شغل خلاله الرأي العام الوطني، وأصبح حديث الموريتانيين في كل بيت ومقهى.

بدأت صورة محمد ولد عبد العزيز -“عزيز” كما يسميه الموريتانيون معارضة وموالاة- تلوح في الأفق بعد انقلابه على الرئيس الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله حيث بدأت المسيرات المؤيدة للانقلاب، الداعمة للرئيس الجديد القديم.

ارتفعت أسهم الرجل الذي استولى على السلطة بعد إقالته وعدد من رفاق السلاح، وبدأ اسمه في الظهور من جديد حيث ظهر خلال الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي احمد الطائع وإن بشكل خجول.
خاض “عزيز” حربا للسيطرة على الحكم الذي انتزعه انتزاعا؛ فالرجل الذي اعتقل رئيس البلاد وجلس على كرسي الحكم علم بعد فوات الأوان أن الانقلابات لم تعد بتلك البساطة، فلا الجلوس على كرسي الحاكم يجعلك حاكما، ولا اعتقال الرئيس والسيطرة على الإذاعة والتلفزيون يكفي لنجاح انقلاب في بلد الانقلابات!

خرج مناصرو الرجل لدعمه في “حرب الشرعية” من خلال محاولة تبرير إسقاط أول رئيس مدني يصل السلطة عن طريق انتخابات؛ تصدرت الكتيبة البرلمانية المشهد وخاض قادتها جولات من نواكشوط لداكار كسبوا فيها الرهان وإن بعودة الرئيس الشرعي بشكل صوري يسمح له بتقديم استقالته وخروج المشهد.

خرج سيدي ودخل “عزيز” ليعود لواجهة لم يغادرها حيث كان حاضرا طيلة حكم المرحوم امبارى الذي لم يدخل مبنى الرئاسة بحجة أعمال ترميم في القصر الرمادي.
كان امبارى طيلة حكمه الذي لم يدم طويلا الحاضر الغائب، وكان “عزيز” الغائب الحاضر، كان الرجل حديث الناس خلال حملته الانتخابية، شغلهم بطريقة استقباله للأشخاص والقبائل وماشاب ذلك من تعاطي لا يسمو لطموح الداعمين.
بعد فوزه بالانتخابات بدأت التعاليق على طريقة حكمه واستهدافه للأشخاص والقبائل، وعدم ترفعه عن صغائر الأمور طيلة حكمه الذي امتد عقدا من الزمن.

اليوم وبعد عام على مغادرة ولد عبد العزيز للحكم مازال “عزيز” حديث الشارع الموريتاني الذي يترقب كل أخبار تصل عن الرجل وهو مالم يحزه أي رئيس منذ نشأة الدولة حيث كان الرؤساء يختفون من المشهد مباشرة بعد إزاحتهم عن السلطة.

الشيخان ولد سيدي

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى