تبعات كورونا…. ترهق أصحاب محلات الألعاب الرياضية

التاسع والعشرون من شهر مارس عام 2020 ،شكل تحولا كبيرا على أصحاب المهن الحرة،على حين غفلة.
السلطات ،تغلق مدينتي نواكشوط وكيهيدي احترازا من فايروس كورونا ،وتفرض حظر التجول من الثامنة ليلا حتى السادسة صباحا.

قرار ،وضع صاحب قاعة لمشاهدة مباريات كرة القدم المعروفة محليا ب”كنال”محمد ولد إفكو (28سنة) في موقف لم يكن في الحسبان ،حين توقف دخله المادي فجأة.
فقد كان يتوكأ على مداخيل القاعة، ويهش بها على شبح البطالة منذ عقد من الزمن .
توقف المباريات ،أسفر عن خسارة كبيرة لمحمد ،ممادفعه للبحث عن مهنة أخرى يعيل بها عائلته الصغيرة ، وبعد شهر من الإغلاق ،ومع اقتراب شهر رمضان، أصبح محمد فاكهاني على الشارع.

يقول محمد:”لم تكن لدي مدخرات لأواجه بها جائحة فايروس كورونا ،ومع توقف المباريات ،تفاقمت خسائري.
كنت أدفع إيجار القاعة، وأنا مسؤول عن رعاية أسرتي وليس لدي دخل محدود ،وكنت بين المطرقة والسندان .
بعد شهر اضطرت إلى بيع بعض مقتنيات القاعة ،وتحولت من صاحب قاعة لمشاهدة المباريات إلى فاكهاني على الشارع ،في البداية كانت حركة الزبناء قليلة ؛وكانوا يتوجسون خيفة من انتشار عدوى فايروس كورونا .
وفي شهر رمضان ازداد الإقبال على الفواكه ،وبدأت وضعيتي تتغير شيئا فشيئا.

الآن ،أنا أبيع الفواكه وفي نفس الوقت لدي قاعة لمشاهدة المباريات ،لست راضيا عن مردود القاعة حاليا مقارنة مع ماقبل الجائحة ،فقد كنت أتقاضى منها في الأسبوع مايقارب30ألفا ،والآن تدر ّ علي بأقل من ذلك بكثير.”

حالة محمد إفكو تنطبق على جميع العاملين في المجال إلا أن بعضهم استسلم للواقع ولم يكافح مثل محمد من أجل البحث عن مهنة أخرى تساعده في التعايش مع الفايروس.

عبد الرحمن ولد شيخ أحمد البار يمتلك محلا خصصه لمشاهدة المباريات أيضا ،ويصف الوضعية بالكارثية ،ويرى أن مخلفاتها مزالت ترهقه حتى الآن.

يقول عبد الرحمن “بعد توقف المباريات خلال الموجة الأولى من فايروس كورونا توقف دخلي بشكل تام، وخسرت اشتراكي لمدة 4أشهر في biensport دون تعويض

حاولت البحث عن وظيفة أخرى ،لكنني لم أعثر على أية وظيفة.

وخلال الموجة الثانية فتحت محلي من جديد ،وجددت الاشتراك،لكن الإقبال كان دون المأمول،فعدد الزبائن تقلص بشكل كبير .

الآن لايمكنني الاستفادة من بطولة كوبا أمريكا نظرا لتزامن مواقيت مبارياتها مع حظر التجول وهذه خسارة كبيرة بالنسبة لي.

محلي كبير ويتضمن 4قاعات مجهزة ،أذكر ذات مرة قبل فايروس كورنا حصلت على 80ألف في ليلة واحدة.
لست راضيا عن دخلي الآن نتيجة لظروف أخرى ،لكن مابيدي حيلة”.

وضعية عبد الرحمن ومحمد قد لا تختلف مع أصحاب قاعات الألعاب الرياضية”بليستيشين”الذين بدورهم دفع أغلبهم ثمن الجائحة.

الحسن ولد عالي ،صاحب قاعة جمعت بين مشاهدة المباريات وبليستيشين وتختلف وضعيته عن الوضعيتين السابقتين.

يقول الحسن :”في البدء كانت لدي قاعة لمشاهدة المباريات فقط،وبعد توقف المباريات جراء فايروس كورونا، خصصت جزءا من القاعة ل “بليستيشين ” ،حصلت على القليل من الزبائن ،وكان من حسن حظي أن صاحب القاعة أعفاني من دفع الإيجار طيلة فترة الإغلاق ،لكن العائد المادي تقلص بشكل كبير وحتى الآن لم يعد إلى مستواه المعهود .”

فايروس كورورنا …أثر بشكل كبير على أصحاب القاعات لمشاهدة المباريات ،ورغم تراجع أعداد الإصابات خلال الفترة الأخيرة ،لم يعد العائد المادي إلى المستوى الطبيعي.

أمر ،يراه أصحاب القاعات يعود إلى مخلفات الجائحة التي لم تنفض غبارها بعد عن قطاعهم خاصة، وعن المهن الحرة بشكل عام .

حمن يوسف

تنشر هذه المادة بدعم JDH/JDR_صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشوؤن العالمية في كندا.

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى